سجلت صادرات المغرب من فاكهة الأفوكادو قفزة غير مسبوقة خلال الموسم الفلاحي 2024-2025، بعدما بلغ حجم الشحنات الموجهة إلى الخارج مستوى قياسيًا قدره 112 ألف طن، وُجهت إلى 27 دولة، مع عائدات تصديرية تجاوزت لأول مرة 300 مليون دولار.
ويعزى هذا الأداء اللافت أساسًا إلى الطلب القوي في الأسواق الأوروبية، وعلى رأسها إسبانيا وفرنسا وهولندا، إلى جانب تسارع وتيرة تنويع وجهات التصدير نحو أسواق جديدة تشهد نموًا متسارعًا، ما يعكس التحول الهيكلي الذي تعرفه هذه السلسلة ضمن صادرات المغرب الفلاحية.
ووفق معطيات حللها موقع EastFruit، الممتد موسمها من شتنبر إلى غاية غشت، فقد حقق المغرب أداءً تاريخيًا خلال موسم 2024-2025، حيث تضاعفت صادرات الأفوكادو مقارنة بالموسم السابق الذي كان بدوره عامًا قياسيًا.
وعلى مستوى القيمة، تجاوزت مداخيل التصدير لأول مرة عتبة 300 مليون دولار، ما يبرز الأهمية الاقتصادية المتزايدة لهذه الفاكهة داخل النسيج التصديري الوطني.
وباتت الأفوكادو اليوم من بين أبرز المنتجات في صادرات الفواكه المغربية، إذ تمثل أكثر من 10 في المائة من عائدات العملة الصعبة المتأتية من تصدير الفواكه والفواكه الحمراء.
وخلال سنة 2024، لم تتجاوز حجم صادرات الأفوكادو سوى فاكهتي اليوسفي والبطيخ الأحمر.
وتظل وتيرة التصدير مرتبطة بشكل وثيق بالعامل الموسمي، حيث تنطلق الحملة في شتنبر مع الأصناف المبكرة، لتبلغ ذروتها خلال أشهر الشتاء، التي تهيمن عليها صنف “هاس” ذي القشرة السميكة، والمطلوب بكثرة في الأسواق الأوروبية.
وفي يناير 2025، بلغت الصادرات الشهرية ذروتها عند 32.600 طن، وهو حجم يفوق إجمالي الصادرات المسجلة خلال موسم 2019-2020 بأكمله. ابتداءً من شهر مارس، بدأت الكميات المصدّرة في التراجع تدريجيًا لتصل إلى أدنى مستوياتها في غشت.
وعلى المستوى الجغرافي، تظل إسبانيا الوجهة الأولى للأفوكادو المغربي، مستحوذة على أكثر من 35 في المائة من إجمالي الصادرات، رغم تراجع حصتها مقارنة بالسنة الماضية.
في المقابل، عززت فرنسا وهولندا موقعيهما، بحصص بلغت على التوالي 25 في المائة و22 في المائة، مسجلتين ارتفاعًا سنويًا. ويكمل كل من المملكة المتحدة بنسبة 7 في المائة وألمانيا بنسبة 3 في المائة قائمة أكبر خمسة أسواق مستقبلة.
في موازاة ذلك، تسارعت وتيرة تنويع الأسواق، إذ ارتفعت حصة الوجهات الثانوية إلى 6.7 في المائة خلال موسم 2024-2025، مقابل 3.2 في المائة فقط في الموسم السابق. وتميزت كندا بأكبر معدل نمو، بعدما استوردت أكثر من 1.000 طن، مقارنة بأقل من 70 طنًا في السنوات الماضية.
كما تضاعفت صادرات الأفوكادو نحو إيطاليا وسويسرا سبع مرات، ونحو البرتغال خمس عشرة مرة، ونحو بلجيكا اثنتي عشرة مرة. وواصلت الصادرات إلى موريتانيا والإمارات العربية المتحدة منحاها التصاعدي، في حين استأنفت تركيا استيراد هذا المنتوج.
وبلغ مجموع الصادرات الموجهة إلى هذه الأسواق الثانوية نحو 7.600 طن، أي أربعة أضعاف ما سُجل في الموسم السابق (1.800 طن). وبهذا، وصلت الأفوكادو المغربية إلى 27 بلدًا خلال موسم 2024-2025، في مؤشر واضح على اتساع حضور هذا المنتج في الأسواق الدولية وتعزز موقعه ضمن الصادرات الفلاحية للمملكة.
